السؤال
شيخنا الفاضل تعلمون حفظكم الله انتشار الجوالات المزودة بالكمرات وقد يتم تصوير المناظر والطيور والأطفال .
فهل يدخل تصوير الأطفال والطيور تحت الوعيد " أشد الناس عذابا المصورون" ؟
وهل هم أشد عذابا من اليهود والنصارى ؟
وفقكم الله
جزاكم الله خير ونفع بكم الإسلام والمسلمين
الجواب :
وجزاك الله خيرا .
وبارك الله فيك .
ونفع بك
مَن صَوَّر شَيئًا له رُوح دَخَل في الوَعيد .
جاء رجل إلى ابن عباس رضي الله عنهما فقال : يا أبا عباس إني إنسان إنما معيشتي مِن صَنعة يَدي ، وإني أصنع هذه التَّصَاوِير ، فقال ابن عباس : لا أحدثك إلاَّ مَا سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ، سَمِعْتُه يقول : مَنْ صَوّر صورة فإن الله مُعَذِّبه حتى يَنْفُخَ فِيها الرُّوح ، وليس بنافخ فيها أبدا . فَرَبَـا الرجل رَبْوَة شديدة ، واصْفرّ وَجْهه . فقال : ويَحْك إن أَبَيْتَ إلاَّ أن تَصنع فعليك بهذا الشَّجر ، كل شيء ليس فيه روح . رواه البخاري ومسلم .
قال ابن دقيق العيد : وَقَدْ تَظَاهَرَتْ دَلائِلُ
الشَّرِيعَةِ عَلَى الْمَنْعِ مِنْ التَّصْوِيرِ وَالصُّوَرِ . اهـ .
وقال : وَرَدَ فِي الأَحَادِيثِ : الإِخْبَارُ عَنْ أَمْرِ الآخِرَةِ بِعَذَابِ الْمُصَوِّرِينَ . وَأَنَّهُمْ يُقَالُ لَهُمْ " أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ " . اهـ .
والسَّلاَمة لا يَعْدِلُها شيء .
فلن يُسأل الإنْسان يَوم القيامة : لِم لَمْ تُصوِّر ؟
لكنه سَوف يُسْأل : لِمَ صَوَّرْت ؟ ويُحَاسَب عمَّا صَوَّرَه مِن ذوات الأرواح ، إلاَّ مَا اضْطُرَّ إليه .
والتصوير سواء كان بواسِطة آلة تصوير أو كان باليد فهو تصوير ، والجميع يتّفِقُون على أنها صُورَة !
ولا يُخْرِجها مِن عُموم الأحَادِيث ولا مِن شِدَّة الوَعِيد إلاَّ نَصّ قاطِع ، وليس في المسألة نَصّ قاطِع يُخرِج بعض صُوَر ذوات الأرْوَاح عن بعض
.
وسبق التفصيل في حُكم التصوير هنا :
http://www.almeshkat.net/index.php?pg=art&cat=&ref=116وأمَّا كَون الْمُصَوِّر أشَدّ النَّاس عذَابا فهذا مِن أحَادِيث الوَعِيد ، والعُلَماء يُجْرُون أحادِيث الوعيد على ظَاهِرها ؛ لأنه أبْلَغ في الزَّجْر ، وأقْوَى في الرَّدْع .
والله تعالى أعلم .